مُسبباً أزمة اقتصادية.. النفط الإيراني يواجه عزلة غير مسبوقة في آسيا
مُسبباً أزمة اقتصادية.. النفط الإيراني يواجه عزلة غير مسبوقة في آسيا
شهدت صادرات النفط الإيراني واحدة من أسوأ أزماتها منذ سنوات، بعدما تراجعت شهية المصافي الصينية الصغيرة لشراء الخام الإيراني رغم التخفيضات الكبيرة.
وأدى هذا الركود في المبيعات، المدفوع بعودة العقوبات الأمريكية المشددة في ولاية دونالد ترامب الثانية، إلى تراكم أكثر من 30 مليون برميل نفط عائم قرب سواحل ماليزيا وسنغافورة، بحسب ما ذكرت شبكة "إيران إنترناشيونال"، اليوم الأحد.
وقالت الشبكة إن المشهد الحالي لا يعكس فقط أزمة اقتصادية لطهران، بل يكشف عن تشديد الخناق على أهم مصدر دخل للنظام الإيراني، في ظل تزايد الضغوط الجيوسياسية على طرق إمداد النفط في آسيا.
تكدس غير مسبوق
ارتفع حجم النفط الخام الإيراني المخزن في البحر من 9 ملايين برميل في منتصف يناير إلى 33.4 مليون برميل مع بداية أغسطس الجاري، وهو أكبر رقم منذ عام 2020، بحسب بيانات شركة "كيبلر" المتخصصة في الطاقة.
وتمركزت معظم الناقلات في مياه سنغافورة وماليزيا، وهما مركزان رئيسيان لعمليات النقل البحري من سفينة إلى أخرى، لكن بقاء هذه الكميات في البحر كبّد إيران تكاليف تخزين مرتفعة.
وتوقفت مصافي "تي بات" الصينية الصغيرة، التي كانت الزبون الرئيسي للخام الإيراني، تدريجيًا عن الشراء منذ فبراير الماضي.
وجاء ذلك نتيجة العقوبات الأمريكية المتصاعدة التي طالت عدة مصافٍ صينية بين مارس ومايو 2024، ما أدى إلى تراجع صادرات إيران من نحو 1.7 مليون برميل يوميًا في شتاء العام الماضي إلى نحو 102 ألف برميل فقط حاليًا.
تصعيد أمريكي مكثف
أطلقت إدارة ترامب الجديدة حملة ضغط قصوى على إيران خلال أول 100 يوم من ولايتها، شملت 17 جولة عقوبات استهدفت 40 شخصًا و117 شركة وكيانًا و77 ناقلة نفط.
وفي 8 أغسطس، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على حسين شمخاني، نجل علي شمخاني، و50 شخصًا وكيانًا آخرين، إلى جانب أكثر من 50 سفينة، في أكبر حملة من نوعها منذ عام 2018.
وتعرضت ماليزيا لضغوط أمريكية متزايدة لمنع تكدس النفط الإيراني في مياهها، وهو ما يزيد من عزلة طهران النفطية.
ودفع القلق من استهداف المخازن بعد الحرب الأخيرة بطهران إلى نقل كميات إضافية من النفط إلى الناقلات، ما عمّق أزمة التخزين العائم وأضعف قدرة إيران على المناورة في سوق الطاقة العالمي.